مواطن الدعاء في مكة
أ- أماكن عامة، وهي: كل أماكن النسك في مكة حين التلبس به.
وقد أشار بعض أهل العلم إلى استحباب الإكثار من الدعاء في حال النسك في مكة، كما في تفسير
قوله تعالى:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
[البقرة: 125
وبيانه: أن مقام إبراهيم له إطلاق عام، وإطلاق خاص
فالعام: هو مكان قيام إبراهيم للعبادة وهو جميع مواقف الحج، ومشاعر الحج من مقام إبراهيم: عرفة، مزدلفة، الجمرات، الصفا، والمروة ... إلخ.
والخاص: هو الحجَر الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام وقت البناء.
وقوله: {مصلى} فيه احتمال كونه الصلاة اللغوية وهي الدعاء، وهو يشمل جميع مناسك الحج؛ لأنها كلها محل للدعاء.
ب- أماكن وأحوال خصّها النبيّ صلى الله عليه وسلم بالدعاء عندها:
الموطن الأول:
الدعاء بين الركنين أثناء الطواف:
فعن عبد الله بن السائب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر:
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
أبو داود (1892).
الموطن الثاني والثالث:
الدعاء على جبلي الصفا والمروة: فعن جابر، قال: فبدأ بالصفا فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوَّحد اللهَ، وكبَّره، وقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة ... ففعل على المروة كما فعل على الصفا. (مسلم 1218).
الموطن الرابع: الدعاء عند الصخرات في يوم عرفة:
ذكر جابر، موقف النبيِّ صلى اله عليه وسلم بعرفة، فقال: فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، وكما جاء في الحديث: (قد وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) سنن أبي داود 2/131.
الموطن الخامس:
الدعاء عند المشعر الحرام:
جاء في حديث جابر: ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا. (مسلم 1218)، وكما جاء في الحديث: (قد وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف) سنن أبي داود 2/131.
الموطن السادس:
الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى: عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر كان يرمي الجمرة الدّنيا بسبع حصيات، ثم يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم فيُسهل، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلاً فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيُسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها، ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. أخرجه البخاري (1752).
الموطن السابع:
الدعاء في جوف الكعبة عند كل ناحية من نواحيها: عن أسامة بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها. أخرجه مسلم (1330).
وعنه، قال: دخلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت، فجلس فحمد الله وأثنى عليه وكبّر وهلّل، ثم مال إلى ما بين يديه من البيت فوضع صدره عليه وخدَّه ويديه، ثم كبَّر وهلَّل ودعا، فعل ذلك بالأركان كلها ... أحمد (5/ 209 - 210)، والنسائي (2915).
الموطن الثامن:
الدعاء عند الملتزم: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: طفتُ مع عبد الله، فلما جئنا دبر الكعبة، قلتُ: ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الرُّكن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه، هكذا، وبسطهما بسطًا، ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. أخرجه أبو داود (1899)، وابن ماجه (2962).
وعن ابن عباس ، قال: هذا الملتزم بين الركن والباب. مصنف عبد الرزاق (5/ 75).
الموطن التاسع: الدعاء عند شرب زمزم:
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ?: (ماء زمزم لما شُرِبَ له). أحمد (3/ 357)، وابن ماجه (3062).
وكان ابن عباس إذا شرب من زمزم قال: (اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل داء). سنن الدارقطني (2/288).
مواد متعلقة
-
أهمية مكة المكرمة
يبحث هذا القسم في أهمية مكة ال... -
مكانتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم
يبحث المقال مكانة مكة المكرمة... -
منزلتها عند الملائكة الكرام
بحث المقال منزلة مكة عند الملا... -
مكانة مكة وفضلها
يبحث المقال مكانة مكة المكرمة... -
تركيبها الجيولوجي
في هذا القسم نبحث في تركيب مكة...