تحذير لقاصدي مكة

شارك المادة :

تحذير لقاصدي مكة المكرمة

مضاعفة السيئات:

لا يعني مضاعفة الحسنات في مكة أن يتكل عليها المسلم، ويقع في وحل المعاصي، فكما أن حسنات مكة مضاعفة فكذلك سيئاتها.

جاء في السنة إخباره صلى الله عليه وسلم عن ملحد قرشي سيلحد بمكة: (يحلّها ويحلُّ به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها) (أحمد 2/ 196، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2462). 

وهذا الحديث ظاهرٌ في الدّلالة، على عظم شأن الخطيئة والإلحاد بمكة، وأنها تتضاعف في الميزان حقيقة.

وقد ورد التصريح بالمضاعفة من قول بعض التابعين ومن بعدهم؛ كمجاهد وأحمد وغيرهما.

قال مجاهد: تُضاعف السيئات بمكة كما تُضاعف الحسنات. (الكشف والبيان عن تفسير القرآن 7/ 17).

وسئل الإمام أحمد: بلغك في شيء من الحديث أن السيئة تُكتب بأكثر من واحدة؟ قال: لا، ما سمعنا، إلا بمكة لتعظيم البلد. (مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه 9/ 5499).

ولا يمنع القول بمضاعفة السيئات وتغليظها من سكنى مكة والمجاورة بها للعبادة؛ لذا نبه ابن مفلح بعد إيراده لقول الإمام أحمد: "وأحمد على هذا يرى فضيلة المجاورة بها". (الآداب الشرعية 1/ 99).

 - العقوبة على الهم بالمعصية:

 خشية العقوبة المعجلة على العاصي في مكة؛ لأن مجرد الإرادة وهي عمل قلبي يؤاخذ عليها الإنسان، فالذنوب والمعاصي يعظم شأنها في مكة. 

 قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله عز وجل: {ومن يرد فيه بإلحادٍ يظلم}: (لو أن رجلاً هَمَّ فيه بإلحاد، وهو بـ عَدَنِ أَبْيَن؛ لأذاقه الله عز وجل عذابًا أليمًا). مصنف ابن أبي شيبة (4/352).

وذلك لأن معصيته معصيتان: إحداهما: نفس المخالفة، والثّانية: بإسقاط حرمة البلد الحرام.

- العاصي في الحرم أبغض الناس إلى الله:

قال صلى الله عليه وسلم:

(أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم..)

 
                                                                                                (البخاري 6488).

مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا