مكانتها عند الأنبياء السابقين

شارك المادة :

مكانة مكة المكرمة عند الأنبياء السابقين

1- بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة:

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}

                                                                                                                                                                                                                              [البقرة:127]

أخرج البخاري من رواية ابن عباس رضي الله عنهما: أن إبراهيم لما قدم مكة وجد إسماعيل يبري نبلًا له تحت دوحة قريبًا من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك قال: وتعينني قال: وأعينك قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتًا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان:

{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. رواه البخاري (3184).

2- تحريم إبراهيم عليه السلام لمكة:

عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :

"أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة".

                                                                                                                                                                                              رواه البخاري (2022), ومسلم (1360).

وتحريم إبراهيم - عليه السلام - لها إنما كان إعلامًا للناس وبيانًا لهم بتحريم الله تعالى لها، فهو ليس المُحَرِّم ابتداءً، وإنما الله سبحانه، وأنه هو المُبلِّغ عن الله سبحانه وتعالى.

3- دعاء إبراهيم عليه السلام لها بالبركة:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذ كنا بحرة السقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ائتوني بوضوء فتوضأ ثم قام فاستقبل القبلة ثم قال: اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعا لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثلي ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين" (3).

             رواه الترمذي (3914), وصححه ابن حبان (3746), والألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1201).

4- قصد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مكة للحج:

قصَدَ الأنبياءُ عليهم الصلاة والسلام مكةَ لحج بيتِ الله الحرام، قال الشافعي: ولم يُحك لنا عن أحدٍ من النبيين ولا الأممِ الخاليةِ أنه جاء أحدٌ البيتَ قط إلَّا حرامًا، ولم يدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكةَ علمناه إلَّا حرامًا إلَّا في حربِ الفتح. الأم (5/127).

روي عن عروة بن الزبير قوله: "لم يبعث الله نبيًّا بعد إبراهيمَ إلا حجّه" أخبار مكة للأزرقي (1/ 68).

قال ابن تيمية: "ومعلوم باتفاق الأمم، ونَقْل المتواتر أن إبراهيم وإسماعيل بنيا البيت الحرام الذي ما زال محجوجًا من عهد إبراهيم، تحجُّه العرب، وغير العرب من الأنبياء وغيرهم، كما حجَّ إليه موسى بن عمران، ويونس بن متَّى". مجموع الفتاوى (7/ 279).

الخلاصة: 

لا يعلم بالتحديد كم عدد الأنبياء الذين حجوا البيت الحرام، لكن جاء في بعض الروايات ما يدل على كثرتهم،

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

"صلَّى في مسجد الخيف سبعون نبيًّا، وبين حراء وثبير سبعون نبيًّا".

                                                                                                                                                                                      رواه مسدد عن أبي هريرة به موقوفا، وإسناده حسن.

انظر: المطالب العالية (2/ 73).

وهؤلاء السبعون من الأنبياء المذكورين في الحديث، يُحمل على أنهم قصدوا مسجد الخيف أثناء تأديتهم مناسك الحج،

فقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"صلَّى في مسجد الخيف سبعون نبيًّا، منهم موسى صلَّى الله عليه، كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان، وهو مُحرِمٌ على بعير من أزد شنوءة، مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان"

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (2594)، والطبراني في الكبير (11/ 453)، قال البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 347): رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح، والحديث حسنه الألباني.

فائدة:

 قال العز بن عبدالسلام: إن فضلت المدينة بكثرة الطارقين من عباد الله الصالحين، فمكة أفضل منها بكثرة من طرقها من الصالحين والأنبياء والمرسلين، وما من نبي إلا حجها آدم ومن دونه من الأنبياء والأولياء.

وكيف لا نعتقد أن مكانًا أوجب الله إتيانه على كل مستطيع أفضل من مكان لا يجب إتيانه؟! القواعد الكبرى (1/ 46 - 47).

مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا