قصي بن كلاب وسيادته على مكة

شارك المادة :

    واستمرت خزاعة على سيادتها حتى أيام قصي بن كلاب، سيد قريش، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي، والذي ينسب إليه أنه جمع قومه من الشعاب والأودية وأسكنهم مكة لتقوى بهم عصبته، فتغلب عليها وجدد بناء الكعبة وكانت له الحجابة والسقاية والرفادة واللواء.

     وأنشأ داره التي عرفت بدار الندوة القريبة من الحرم، ورتب منازل قومه من حوله فيما عرف بقريش الظواهر، وقريش البطاح، وبسبب منزلة قصي السامية أصبحت دار الندوة المكان الذي يتم فيه التشاور في السلم والحرب وتعقد فيه المعاهدات وتبرم العقود، وقصي هو أول من أحدث وقيد النار في مزدلفة ليهتدي الناس إلى عرفة، وهو الذي استن لقريش رحلتي الشتاء والصيف، ووضع السنن لإطعام الحجيج وعابري السبيل، وكانت قريش تمده بالأموال اللازمة لصنع الطعام.

    وبعد وفاته تنازع أبناؤه وظائف مكة فتفرقت قريش وكادت أن تنشب حرب أهلية غير أنهم اتفقوا على تقاسم تلك الوظائف فكانت السقاية والرفادة لبني عبد مناف، ودار الندوة والحجابة واللواء لبني عبد الدار، واستمر الأمر على ذلك حتى ظهور الإسلام.

     

    حملة أبرهة الحبشي

    تعرضت مكة منذ أن بنيت كعبتها لأحداث وكوارث عديدة نجم عنها أزمات حادة ألقت بظلالها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ولعل من أشهر تلك الأحداث حملة أبرهة الحبشي الذي قدم إليها بدعم من نجاشي الحبشة وإمبراطور بيزنطة سنة 570م لتهديم الكعبة، غير أن تلك الحملة أخفقت على النحو المبسوط في كتب السيرة، وعلى إثر إخفاق أبرهة عظمت قريش بأعين القبائل العربية فوقرتها واعتقدت أن دينها خير الأديان.

     

    حرب الفجار

    ومن الأحداث - أيضًا - حرب الفجار التي اشتعلت شرارتها سنة 585م بين قريش وكنانة من جهة، وقيس عيلان ومن حالفها من القبائل من جهة أخرى، وقاد قريشًا في هذه الواقعة حربُ بن أمية الذي انتصر على قيس وحلفائها، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك أعمامه فيها وهو فتى.

مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا