عبادة الدعاء في مكة

شارك المادة :

عبادة الدعاء في مكة

إن الدعاء في الأمكنة الفاضلة له شأن عظيم ومنزلة كبيرة، فحرصه صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء فيها متواتر بأدلة كثيرة، حتى إنه صلى الله عليه وسلم لا يدع مكانًا فاضلاً بغير ذكر ودعاء حال تلبسه بالعبادة، فورد عنه الدعاء والإطالة فيه في مواطن كثيرة، فيستفاد أن للأمكنة الفاضلة مزية يستحب الإكثار من الدعاء والذكر فيها، لا سيما وأن الحاج والمعتمر وفد الله سألوه فأعطاهم،

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم).

                                                                                                                                                                                                          ابن ماجه (2893)، وابن حبان (4613).

ويضاف إليه: أن من الأسباب العامة في إجابة الدعاء السفر، فكيف إذا كان السفر استجابة لأمر الله؟! وقصدًا لبيته الكريم؟!

ومن اللطيف أن إجابة الدعاء في مكة كان معروفًا زمن الجاهلية، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود

أن النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا دعا على أبي جهل وأصحابه، قال: (اللهم عليك بقريش) ثلاث مرات

شق ذلك عليهم، قال ابن مسعود: "وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة". البخاري (240)، ومسلم (1794).

وهذا يدل على أن اعتقادهم إجابة الدعوة كان من أجل المكان، لا من خصوصية في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. عمدة القاري (3/ 174).

قال ابن حجر: ويمكن أن يكون ذلك مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم عليه السلام. فتح الباري (1/ 351).

مواد متعلقة

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد لدينا